الثلاثاء، 24 يوليو 2018

ربيع دمشق بقلم الشاعر شريف الصاوي


وداعا للحزن فقد ولى وسلاما لربيع دمشق
فقد اقبل 
عنقود من كرم ( عروس الشام ) تدلى فتلألأ النور
في السماء و تجمل
هذا طيفكِ يراودني و هذا ظلكِ يحملني
فوق الغمام ويرحل
فلا تطفئي نيران الهوى و اتركيها لقناديلِ
عينيكِ تشعل
أحبكِ و تلك غاباتي فلا تتركي أشجاري فيها
تقتل
و لا تتركي المد يغرقني
و لا تتركي النار تحرقني
و ازرعيني في صدركِ شجرة و زهرة ترتوي
من كوثر فلا تذبل
يا امرأة عتقت من شفتيها خمرا و الكأس
من خمرها 
يثمل
و الطير على أغصانها تدندن بالهوى فترتوي
بالعشق أغصان كانت من قبل
تهمل
كانت من قبل 
تذبل 
تحرق و تصلب و بسيف النوى 
تقتل
أيا حبيبة أطلقت من عينيها نورا و الليل
على كتفيها 
مرسل
أتيتك بالهوى و جلبت خلفي أفواج الغيوم 
و أسرابا من طير 
أخضر
حبك كالدمع يسكن أحداق السماء
يهبط بالوحي حين الغيم 
يمطر
يهبط بالنور و بالفجر حين الليل 
يدبر
حبك يزين 
المساء بنجمات و يفرش الأرض بالطيب
و المسك و العنبر
و طفل شقي و ثوري و مجنون 
و من على جنون الحب
يسيطر
يا روعة النور إذا حل الضياء صلَّ على و جهك النور
و كبر
أنت حلم 
رأيته في غفوة لم أفسره فأحلامي حبيبتي
لا تفسر
و أنت كالنور يسري في الكون و فجرك لليل
يعبر
يا امرأة صنعت من خلاصة الشعر و من توت
أحمر
حبك
أروع ما يكون كشريان يجري في دماء الخوخ
بالسكر
حبك قصيدة غزلية تنام على صدري
و تسهر
و تمسك بالغيم و تدغدغ أوصالي فأذوب منها 
و لا أقدر
حبك كما البحر تجري فيه موجاتي كلها تقبلني
ثم تبحر
و ترسو 
على شواطيء نهديك و من ذا بحبك مولاتي
يكفر
فيك المساء يداعب نجماته .. فيك الندى مذاقه
سكر
يا امرأة صنعت من خلاصة الشعر و من توت
أحمر
هيا نرتوي 
من غيم الأماني و نثمل من نبوءة الهوى
و نسكر
و نرسم على وجه السماء أيقونة حب
و في المساء شعاعا من قمر 
أخضر
أحبك في الصباح و في المساء 
يا أنت يا الموجودة في أفكاري 
يا المحمولة على عرش أشعاري
أحبك أكثر و أكثر
و أكثر
أنا الشاطيء حيث رغباتك تتجمع كالمحارِ أشكالا 
و أنواعا
أعتقد يا حبيبتي أن اللحن في اسمك صار أكثر
ايقاعا
و الموج في عينيك أكثر 
ارتفاعا
و السماء تزداد كل يوم 
إتساعا
و هذا بصيص 
من أشعة الشمس في يوم غائم كلما أشرقت
زاد إلتماعا
فهيا افردي 
شعرك فسيسافر فمي عبر غاباته 
الغجرية
و ينتهي بي المقام في إحدى مغائرك 
الجبلية
و سآخذ من عينيك بصيص نور و ألون به غيماتك
الوردية
كل عام و أنت
على عرش الهوى ملكة و سلطانة و قديسة
و نبية
و أنت الطهارة و النقاء و أنت البتول و أنت
المجدلية
و كل عام و أنت تسبحين في شراييني كالأسماك
الشقية
كل عام و أنت
على عرش الهوى ملكة و سلطانة و قديسة
و نبية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق